لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلٗا} (35)

قوله عز وجل { وأوفوا الكيل إذا كلتم } المراد منه إتمام الكيل { وزنوا بالقسطاس المستقيم } قيل هو ميزان صغيراً كان أو كبيراً ، من ميزان الدراهم إلى ما هو أكبر منه وقيل : هو القبان قيل هو رومي وقيل : سرياني والأصح أنه عربي مأخوذ من القسط وهو العدل ، أي وزنوا بالعدل المستقيم ، واعلم أن التفاوت الحاصل بسبب نقصان الكيل والوزن قليل والوعيد الحاصل عليه شديد عظيم ، فوجب على العاقل الاحتراز عنه وإنما الوعيد فيه لأن جميع الناس محتاجون إلى المعاوضات والبيع والشراء ، فالشارع بالغ في المنع من التطفيف والنقصان ، سعياً في إبقاء الأموال على أربابها { ذلك خير وأحسن تأويلاً } أي أحسن عاقبة من آل إذا رجع ، وهو ما يؤول إليه أمره .