الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلٗا} (35)

قوله : { وأوفوا الكيل إذا كلتم } [ 35 ] إلى قوله : { عند ربك مكروها } [ 38 ] .

أمر الله جل ذكره عبيدة ألا يبخسوا الناس في الكيل إذا كالوا لهم وأن يزنوا بالقسطاس ، وهو العدل بالرومية قاله مجاهد{[40955]} . وقال الضحاك : هو الميزان{[40956]} .

وقال الحسن : هو القبان{[40957]} .

وروى الأعمش عن أبي بكر : " القصطاس " بالصاد في السورتين{[40958]} .

ثم قال : { ذلك خير وأحسن تأويلا } [ 35 ] .

أي ذلك{[40959]} خير لكم . أي : الوفاء خير لكم من بخسكم إياهم وأحسن عاقبة{[40960]} . وقيل : معناه وأحسن [ من{[40961]} ] تؤول{[40962]} إليه الأمور في الدنيا والآخرة{[40963]} . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يقدر الرجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله [ عز وجل{[40964]} ] إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك " {[40965]} .

وقال قتادة : " وأحسن تأويلا " وأحسن ثوابا وعاقبة{[40966]} .


[40955]:انظر: قوله في تفسير مجاهد 436، وغريب القرآن 254، وجامع البيان 15/85 والدر 5/285.
[40956]:انظر: قوله في غريب القرآن 254، وأحكام الجصاص 3/203. والدر 5/285 عن ابن جبير.
[40957]:ق"القفاز" وانظر: قوله في: جامع البيان 15/85، ومعاني الزجاج 3/283 وفيه أنه "القفان"، وبالهامش "القبان"، ولم ينسبه وأحكام الجصاص 3/203، وأحكام ابن العربي 3/1210، والدر 5/285 عن الضحاك.
[40958]:أي هنا في الإسراء وفي الشعراء عند قوله تعالى: {ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم} 182.
[40959]:ط: ذلكم.
[40960]:وهو قول ابن قتيبة، انظر: غريب القرآن 254.
[40961]:ساقط من ق.
[40962]:ق: "تأويل" والكلمة مطموسة في ط.
[40963]:قال نحوه الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/239، والمحرر 10/292.
[40964]:ساقط من ق.
[40965]:أخرجه أحمد في المسند 5/257، وجامع البيان 15/85.
[40966]:ق: "عقابة" وانظر: قول قتادة في جامع البيان 15/85و86 وأحكام الجصاص 3/204، والدر 5/285.