الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلٗا} (35)

قوله تعالى : { بِالقِسْطَاسِ } : قرأ الأخوانِ وحفصٌ بكسر القافِ هنا وفي سورة الشعراء بكسر القاف ، والباقون بضمِّها فيهما ، وهما لغتان مشهورتان ، وهو القَرَسْطُون . وقيل : هو كل ميزان . قال ابن عطية : " واللفظةُ للمبالغة من القِسْط " . ورَدَّه الشيخ باختلافِ المادتين ، ثم قال : " إلا أَنْ يَدَّعيَ زيادةَ السين آخراً كقُدْْموس ، وليس من مواضع زيادتها " . ويقال بالسين والصاد . قال بعضُهم : هو روميٌّ معرَّبٌ .

والمَحْسُور : المنقطعُ السيرِ ، حَسَرْتُ الدابة : قَطَعْتُ سيرَها ، وحَسير : أي : كليل تعبانُ بمعنى مَحْسُور ، والجمع " حَسْرى قال :

بها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظَامُها *** فبِيْضٌ وأمَّا جِلْدُها فَصَلِيْبُ

وحَسَر عن كذا : كشف عنه ، كقوله :

. . . . . . . . . . . يَحْسِرُ الماءُ تارةً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قوله : " تأويلاً " منصوب على التفسير . والتأويلُ : المَرْجِعُ مِنْ آلَ يؤولُ ، أي : أحسن عاقبةً .