الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا} (51)

ثم احتَجَّ عليهم سبحانه في الإعادة بالفِطْرة الأولى من حيثُ خلقُهم واختراعهم من تُرَاب .

وقوله سبحانه : { فَسَيُنْغِضُونَ } [ الإسراء :51 ] .

معناه يرفعون ويُخْفِضُون ، يريد على جهة التكذيب والاستهزاء . قال الزَّجَّاج : وهو تحريك مَنْ يبطل الشيء ويَسْتَبْطِيهُ ومنه قول الشاعر : [ الرجز ]

أَنْغَضَ نَحْوِي رَأْسَهُ وَأَقْنَعَا *** كَأَنَّمَا أَبْصَرَ شَيْئاً أَطْمَعَا

ويقال : أَنْغَضَتِ السِّنُّ ؛ إِذا تحرَّكَتْ ، قال الطبري وابنُ سَلاَّمٍ : { عَسَى } من اللَّه واجبةٌ ، فالمعنى : هو قريبٌ ، وفي ضمن اللفْظِ توَّعد .