الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا} (57)

وقوله سبحانه : { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } [ الإسراء : 57 ] .

قال عزُّ الدين بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، في اختصاره ل«رِعَايَة المُحَاسِبِيِّ » : الخوفُ والرجاءُ : وسيلَتَانِ إِلى فعْلِ الواجباتِ والمندوباتِ ، وتركِ المحرَّمات والمكروهاتِ ، ولكنْ لا بدَّ من الإِكباب على استحضار ذلك واستدامته في أكثر الأوقات حتى يصير الثواب والعقاب نُصُبَ عينيه ، فَيَحُثَّاه على فعْلِ الطاعات ، وتركِ المخالفات ، ولَنْ يحصُلَ له ذلك إِلا بتَفْريغ القَلْبِ مِنْ كل شيء سِوَى ما يفكر فيه ، أو يعينه على الفِكْرِ ، وقد مُثِّلَ القلْبُ المريضُ بالشهوات بالثوْبِ المتَّسِخِ الذي لا تَزُولُ أدرانه إِلا بتَكْرير غَسْله وحَتِّه وقَرْصِهِ ، انتهى .

وباقي الآية بيِّن .