الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدٗا} (27)

وقوله سبحانه : { واتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ } [ الكهف : 27 ] .

أي : اتبع ، وقيل : اسْرُدْ بتلاوتك ما أوحِيَ إليك من كتاب ربِك ، لا نَقْضَ في قوله ، { ولا مُبَدِّلَ لكلماته } ، وليس لك سواه جَانِبٌ تميلُ إِليه ، وتستند ، و«المُلَتَحد » الجانب الذي يَمَالُ إِليه ، ومنه اللَّحْد .

( ت ) قال النوويُّ : يستحبُّ لتالي القرآن إذا كان منفرداً أنْ يكون خَتْمُهُ في الصَّلاة ، ويستحبُّ أن يكون ختمه أوَل الليلِ أو أول النهار ، ورُوِّينا في مسند الإمام المُجْمَعِ على حْفظِهِ وجلالته وإِتقانه وبَرَاعته أبي محمَّدٍ الدَّارِمِيِّ رحمه اللَّه تعالى ، عن سَعْدِ بنِ أبي وقَّاص رَضِيَ اللَّه عنه قَالَ : إِذَا وَافَقَ خَتْمُ القُرْآنِ أوَّلَ اللَّيّلِ ، صَلَّتَ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَإِنْ وَافَقَ خَتْمُهُ أَوَّلَ النَّهَارِ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُمْسِي ، قال الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ .

وعن طلحة بن مُطَرِّفٍ قال : مَنْ خَتَمَ القُرْآنَ أَيَّةَ سَاعَةٍ كَانَتْ مِنَ النَّهَار ، صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وأيَّةَ سَاعَةٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاِئَكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وعن مجاهد نحوه انتهى .