التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدٗا} (27)

قوله تعالى { واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى : { ولن تجد من دونه ملتحدا } أصل الملتحد : مكان الالتحاد وهو الافتعال : من اللحد بمعنى الميل ، ومنه اللحد في القبر ، لأنه ميل في الحفر ، ومنه قوله تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } وقوله { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } الآية فمعنى اللحد والإلحاد في ذلك : الميل عن الحق . والملحد المائل عن دين الحق . وقد تقرر في فن الصرف أن الفعل إن زاد ماضيه على ثلاثة أحرف فمصدر الميمي ، واسم مكانه واسم زمانه كلها بصيغة اسم المفعول كما هنا ، فالملتحد بصيغة اسم المفعول ، والمراد به مكان الالتحاد ، أي المكان الذي يميل فيه إلى ملجأ أو منجى ينجيه مما يريد الله أن يفعله به . وهذا الذي ذكره هنا من أن نبيه صلى الله عليه وسلم لا يجد من دونه ملتحدا ، أي مكانا يميل إليه ويلجأ إليه إن لم يبلغ رسالة ربه ويطعه -جاء مبينا في مواضع أخر ، كقوله { قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته } ، وقوله { ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين } الآية .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { ملتحدا } قال : ملجأ .