الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُۥ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا} (26)

وقوله تعالى : { قُلِ الله أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا } [ الكهف : 26 ] .

أي : فليزل اختلافكم أيها المخرِّصون ، وظاهر قوله سبحانه : { وازدادوا تِسْعًا } أنها أعوام .

وقوله سبحانه : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } أي : ما أَسْمَعَهُ سبحانه ، وما أبْصَرَهُ ، قال قتادة : لا أحَدَ أبْصَرُ مِنَ اللَّه ، ولا أسْمَعَ .

قال ( ع ) وهذه عبارةٌ عن الإِدراك ، ويحتملُ أن يكون المعنى : { أبْصِرْ به } أي : بوحيه وإِرشاده ، هُدَاكَ ، وحُجَجَكَ ، والحَقَّ من الأمور ، وأسْمِعْ به العَالَم ، فتكون اللفظتان أمرين لا على وجْه التعجُّب .

وقوله سبحانه : { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } الضمير في { لَهُمْ } يحتمل أنْ يرجع إِلى أهْلِ الكهْفِ ، ويحتمل أنَّ يرجع إلى معاصري النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الكُفَّار ، ويكون في الآية تهديدٌ لهم .