الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (207)

وقوله تعالى : { وَمِنَ الناس مَن يَشْرِي نَفْسَهُ }[ البقرة :207 ] .

تتناول كلَّ مجاهدٍ في سبيل اللَّهِ ، أو مستشهدٍ في ذاته ، أو مغيِّر منْكَرٍ ، وقيل : هذه الآية في شهداء غزوة الرَّجِيعِ ، عاصمِ بْنِ ثَابِتٍ ، وخُبَيْب ، وأصحابِهِمَا ، وقال عكرمةُ وغيره : هي في طائفةٍ من المهاجرينَ ، وذكروا حديثَ صُهَيْبٍ ، و{ يَشْرِي } معناه يبيعُ ، ومنه { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ } [ يوسف : 20 ] ، وحكى قوم ، أنه يقالُ : شرى ، بمعنى اشترى ، ويحتاجُ إِلى هذا من تأوَّل الآية في صُهَيْبٍ ، لأنه اشترى نفْسَه بمالِهِ .

وقوله تعالى : { والله رَءُوفٌ بالعباد }[ البقرة :207 ] .

ترجيةٌ تقتضي الحضَّ على امتثال ما وقع به المدْحُ في الآية ، كما أن قوله سبحانه : { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ }[ البقرة :207 ] تخويفٌ يقتضي التحذيرَ ممَّا وقع به الذمُّ في الآية .