الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (19)

وقولُه تَعَالَى : { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّنْ قَولِهَا } التبسمُ هو ضِحْكُ الأنبيَاءِ في غالِبِ أمْرهم لا يَليقُ بهم سِوَاهُ ، وكان تَبَسُّمُه سروراً بنعمَةِ اللّه تَعالى عَلَيهِ في إسماعِهِ وتفهيمهِ ، وفي قول النملة : { وهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ النمل : 18 ] .

ثناءٌ على سليمانَ وجنودِه يتضمنُ تنزيهِهم عن تعمدِ القبيحِ ثم دعا سليمانُ عليه السلام ربَّه أنْ يُعينَه ويُفَرِّغَهُ لشُكرِ نعمتهِ ، وهذا معنى إيزاعِ الشُّكرِ ، وقال الثعلبيُّ وغيرَه : «أوزِعْنِي » معناه : ألهِمْنِي ، وكذلك قال العِرَاقِيَّ : { أَوزِعْنِي } ألهِمْني انتهى .