الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (163)

قوله سبحانه : { هُمْ درجات عِندَ الله }[ آل عمران :163 ] .

قال ابنُ إسحاق ، وغيره : المراد بذلك الجَمْعَانِ المذكورانِ ، أهل الرِّضْوان ، وأصحاب السَّخَط ، أيْ : لكلِّ صِنْفٍ منهم تَبَايُنٌ في نفسه في منازل الجنة ، وفي أطباق النَّار أيضاً ، وقال مجاهدٌ ، والسُّدِّيُّ : ما ظاهره أن المراد بقوله : ( هم ) ، إنما هو لمتبعي الرضْوان ، أي : لهم درجاتٌ كريمةٌ عند ربهم ، وفي الكلامِ حذفٌ ، تقديره : هُمْ ذَوْو دَرَجَاتٍ ، والدرجاتُ : المنازلُ بعضها أعلى من بعض في المَسَافة ، أو في التكرمة ، أو في العذاب ، وباقي الآيةِ وعْدٌ ووعيدٌ .