قوله تعالى : { هُمْ دَرَجَاتٌ } : مبتدأُ وخبرٌ ، ولا بُدَّ من تأويل في الإِخبار بالدرجات عن " هم " لأنها ليست إياهم ، فيجوزُ أَنْ يكونَ جُعِلوا نفسَ الدرجاتِ مبالغةً ، والمعنى : أنَّهم متفاوتون في الجزاءِ على كَسْبهم ، كما أنَّ الدرجاتِ متفاوتةٌ ، والأصلُ على التشبيه أي :/ هم مثلُ الدرجات في التفاوت ، ومنه قوله :
أنَصْبٌ للمنيَّةِ تَعْتَرِيهمْ *** رجالي أم هُمُ دَرَجُ السُّيولِ
ويجوزُ أَنْ يكونَ على حذفِ مضافٍ أي : ذوو درجات أي : أصحاب منازلَ ورتبٍ في الثوابِ العقاب .
وأجاز ابن الخطيب أن يكونَ الأصلُ : " لهم درجات " فحُذفت اللام ، وعلى هذا يكونُ " درجاتٌ " مبتدأ ما قبلَها الخبرُ . وقد رَدَّ عليه بعضُ الناس ، وجَعَل هذا مِنْ جَهْلِهِ وجهلِ متبوعيه من المُفَسِّرين بلسانِ العربِ وقال : " لا مساغَ لحذفِ اللامِ البتة ، لأنها إنما تُحْذَفُ في مواضعَ يُضْطَرُّ إليها ، وهنا المعنى واضحٌ مستقيمٌ مِنْ غيرِ تقديرِ حَذْفٍ " ، ولعَمْري إنَّ ادِّعاء حذفِ اللامِ خطأٌ ، والمخطيءُ معذورٌ ، ولكن قد نُقِل عن المفسرين هذا ، ونُقل عن ابن عباس والحسن : " لكلٍّ درجاتٌ من الجنةِ والنار " ، فإنْ كان هذا القائل أَخَذَ من هذا الكلامِ أنَّ اللامَ محذوفةٌ فهو مخطىء ، لأنَّ هؤلاء رضي الله عنهم يُفَسِّرون المعنى لا الإِعرابَ اللفظي . وقرأ النخعي : " درجةٌ " بالإِفراد عل الجنس .
و " عند الله " فيه وجهان ، أحدُهما : أَنْ يتعلَّق ب " درجات " على المعنى لِما تضمَّنت من معنى الفعل ، كأنه قيل : هم متفاضلون عند الله ، وأَنْ يتعلق بمحذوفٍ صفةً لدرجات ، فيكونَ في محل رفع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.