الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (164)

وقوله تعالى : { لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ . . . } [ آل عمران :164 ] .

اللامُ في ( لَقَدْ ) لام القسم ، و( مَنَّ ) في هذه الآية معناه : تطوَّل وتفضَّل سبحانه ، وقد يقال : ( مَنَّ ) بمعنى كَدَّرَ مَعْرُوفَهُ بالذِّكْرِ ، فهي لفظةٌ مشتركة ، وقوله : { مِّنْ أَنفُسِهِمْ } ، أي : من الجنْسِ ، واللسانِ ، والمُجَاورةِ ، فكونه مِنَ الجنْسِ يوجبُ الأنْسَ به ، وكونُه بِلِسانِهِمْ يوجِبُ حُسْنَ التفهيم ، وكونُه جَاراً وربِيًّا يوجِبُ التصديقَ والطُّمأنينة ، إذ قد خَبَرُوه وعَرَفُوا صِدْقَه وأمانته .