الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ} (198)

قوله : { نُزُلاً } : معناه تَكْرِمَةً .

وقوله تعالى : { وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ }[ آل عمران :198 ] .

يحتملُ أن يريد : خَيْرٌ مِمَّا هؤلاءِ فيه ، من التقلُّب والتنعُّم ، ويحتمل أنْ يريد : خَيْرٌ ممَّا هم فيه في الدُّنْيا ، وفي الحديث عَنْه صلى الله عليه وسلم : ( الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ ) قال القاضِي ابْنُ الطَّيِّب : هذا بالإضافة إلى ما يصير إلَيْه كلُّ واحد منْهما في الآخرةِ ، وقيل : المعنى أنها سِجْنُ المؤمن ، لأنها موضعُ تَعَبِهِ في الطاعة .