ولما بين بآية المهاجرين أن النافع من الإيمان هو الموجب للثبات عند الامتحان . وكانت تلك الشروط قد لا توجد ، ذكر وصف التقوى العام للأفراد الموجب للإسعاد ، فعقب تهديد الكافرين بما لأضدادهم المتقين الفائزين بما تقدم الدعاء إليه بقوله تعالى :{ قل أأنبئكم بخير من ذلكم }[ آل عمران : 15 ] فقال تعالى : { لكن الذين اتقوا ربهم } أي أوقعوا الاتصاف بالتقوى بالائتمار بما أمرهم به{[20217]} المحسن إليهم و{[20218]}الانتهاء عما نهاهم شكراً لإحسانه{[20219]} وخوفاً من عظم شأنه { لهم جنات } وإلى{[20220]} جنات ، ثم وصفها بقوله : { تجري من تحتها الأنهار } تعريفاً بدوام تنوعها{[20221]} وزهرتها وعظيم بهجتها .
ولما وصفها بضد ما عليه النار وصف تقلبهم فيها بضد ما عليه الكفار من كونهم في ضيافة الكريم الغفار فقال : { خالدين فيها } ولما كان النزل ما يعد للضيف عند نزوله قال معظماً ما لمن يرضيه : { نزلا } ولما كان الشيء يشرف بشرف{[20222]} من هو من عنده نبه على عظمته بقوله : { من عند الله } مضيفاً إلى الاسم الأعظم ، وأشار بجعل الجنات كلها نزلاً إلى التعريف بعظيم ما لهم بعد ذلك عنده سبحانه من النعيم الذي لا يمكن الآدميين وجه{[20223]} الاطلاع على حقيقة وصفه ، ولهذا قال معظماً - لأنه لو أضمر لظن الاختصاص بالنزل - { وما عند الله } أي الملك الأعظم من النزل وغيره { خير للأبرار * } مما فيه الكفار ومن كل ما يمكن أن يخطر بالبال من النعيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.