فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ} (198)

{ لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار } النزل ما يعجل للنزيل الضيف . ليس حال المسلمين كحال المجرمين فأهل الكفر نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ أما من آمن وعمل صالحا فلهم الحياة الطيبة والنعيم المقيم الأوفى وصدق الله العظيم { أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين }{[1282]} ؛ { نزلا من عند الله } يعني إنزالا من الله إياهم فيما أنزلهموها . . . { من عند الله } يعني من قبل الله ومن كرامة الله إياهم وعطاياه لهم ، وقوله : { وما عند الله خير للأبرار } يقول : وما عند الله من الحياة والكرامة وحسن المآب خير للأبرار مما يتقلب فيه الذين كفروا فإن الذين يتقلبون فيه زائل فان ، وهو قليل من المتاع الخسيس وما عند الله . . من كرامته للأبرار وهم أهل طاعته باق غير فان ولا زائل-{[1283]} .


[1282]:من سورة القصص الآية 61.
[1283]:من جامع البيان.