الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (199)

قوله تعالى : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بالله وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خاشعين للَّهِ }[ آل عمران :199 ] .

قال جابر بن عبد اللَّه ، وغيره : هذه الآيةُ نَزَلَتْ بسبب أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ سُلْطَانِ الحبشة ، آمن باللَّه ، وبمحمَّد عليه السلام ، وأَصْحَمَة : تفسيره بالعربيَّة : عَطِيَّة ، قاله سفيان وغيره ، وقال قومٌ : نزلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ ، وقال ابنُ زَيْدٍ ومجاهدٌ : نَزَلَتْ في جميعِ مَنْ آمَنَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب .

وقوله سبحانه : { لاَ يَشْتَرُونَ بآيات الله ثَمَناً قَلِيلاً } مدحٌ لهم ، وذَمٌّ لسائر كفَّار أهل الكتاب ، لتبديلهم وإيثارهم مكاسبَ الدُّنْيا على آخرتهم ، وعلى آياتِ اللَّهِ سُبْحانه .