الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا نُزُلٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۗ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّلۡأَبۡرَارِ} (198)

{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ } .

قرأ أبو جعفر : بتشديد النون ، الباقون : بتخفيفه .

{ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً } .

قرأ الحسن والنخعي : ( نزلاً ) بتخفيف الزاي استثقالا لضمتين ، وثقّله الآخرون ، والنزل الوظيفة المقدرة لوقت .

قال الكلبي : جزاءً وثواباً من عند الله ، وهو نصب على التفسير ، كما يقال : هو لك صدقه وهو لك هبة ، قاله الفراء .

وقيل : هو نصب على المصدر ، أي انزلوا نزلا ، وقيل : جعل ذلك نزلا .

{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } من متاع الكفار .

الحسن عن أنس بن مالك قال : " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير مزمول بالشريط ، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، ودخل عليه عمر وناس من أصحابه فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم انحرافة فرأى عمر ( رضي الله عنه ) أثر الشريط في جنبه فبكى ، فقال له : " ما يبكيك يا عمر ؟ " فقال عمر : ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيها من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى .

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " يا عمر ألم ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " قال : بلى . قال : " هو كذلك " " .