قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الملك }[ النساء :53 ] .
عُرْفُ ( أَمْ ) أنْ تُعْطَفَ بعد استفهامٍ متقدِّم ، كقولك : أَقَامَ زَيْدٌ أَمْ عَمْرٌو ؟ فَإذا وردَتْ ، ولم يتقدَّمها استفهامٌ ، كما هي هنا ، فمذهب سيبَوَيْهِ ، أنَّها مضمَّنةٌ معنى الإضراب عن الكلامِ الأوَّلِ ، والقَطْع منه ، وهي متضمِّنة مع ذلك مَعْنَى الاِستفهام ، فهي بمعنى «بَلْ » مع همزةِ استفهامٍ ، كقول العربِ : «إنها لإِبِلٌ أَمْ شَاءٌ » ، التقدير عند سيبويه : إنَّهَا لإِبِلٌ بَلْ أَهِيَ شَاءٌ ؟ وَكَذَلك هذا الموضعُ : بَلْ أَلهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ ، فإذا عرفْتَ هذا ، فالمعنى على الأرجَحِ الذي هو مذْهَبُ سيبَوَيْهِ والحُذَّاقِ : أنَّ هذا استفهامٌ على معنى الإِنكار ، أي : ألهم مُلْكٌ ؟ فإذن لَوْ كان ، لَبَخِلُوا به ، والنَّقِيرُ : هي النُّكْتَةُ التي في ظَهْر النَّوَاة من التَّمْر ، هذا قول الجمهور ، وهَذَا كنايةٌ عن الغايَةِ في الحَقَارة والقِلَّة ، وتُكْتَبُ «إذَنْ » بالنُّون وبالألِفِ ، فالنُّونُ هو الأصْلُ ، كعَنْ ، وَمِنْ ، وجاز كتبها بالألِفِ ، لصحَّة الوقوفِ عليها ، فأشبهَتْ نونَ التَّنْوينِ ، ولا يصحُّ الوقوف على عَنْ ومِنْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.