لما ذكر سبحانه وعيدَ الكُفَّار ، عَقَّبَ بوَعْد المُؤْمنين بالجَنَّة على الإيمانِ ، والأعمالِ الصَّالحة ، و{ ظَلِيلاً } : معناه عند بعضهم : يَقِي الحَرَّ والبَرْدَ ، ويصحُّ أنْ يريدَ أنه ظِلٌّ لا يستحيلُ ولا يتنقَّلُ ، وصح وصفه بظَلِيلٍ لامتداده ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادُ المُضَمَّرُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُهَا ) ، وَرَأَيْتُ لِبَعْضِهِمْ مَا نَصُّهُ : وذكر الطبريُّ في كتابه ، قال : ( لما خَلَق اللَّهُ عزَّ وجلَّ الجنَّةَ ، قالَ لَهَا : امتدي ، فقَالَتْ : يا ربِّ ، كَمْ ؟ وإلى كَمْ ؟ فَقَالَ لها : امتدي مِائَةَ أَلْفِ سَنَةٍ ، فامتدت ، ثم قالَ لَهَا : امتدي ، فقالَتْ : يا ربِّ : كَمْ ، والى كَمْ ؟ فقالَ لَهَا : امتدِّي مِائَةَ أَلْفِ سَنَةٍ ، فامتدت ، ثم قال لَهَا : امتدي ، فقالَتْ : يَا رَبِّ : كَمْ ، وإلى كَمْ ؟ فَقَالَ لَهَا : امتدي مِقْدَار رَحْمَتِي ، فامتدت ، فَهِيَ تَمْتَدُّ أَبَدَ الآبِدِينَ ، فَلَيْسَ لِلجَنَّةِ طَرَفٌ ، كَمَا أنَّهُ لَيْسَ لِرَحْمَةِ اللَّهِ طَرَفٌ ) ، انتهى . فهذا لا يُعْلَمُ إلا من جهة السَّمْع ، فهو ممَّا اطلع عليه الطبريُّ ، وهو إمامٌ حافظٌ محدِّثٌ ثقةٌ ، قاله الخطيبُ أحمدُ بْنُ عليِّ بْنِ ثابتٍ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.