الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقِهِمُ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

وقولهم : { وَقِهِمُ السيئات } معناه : اجْعَلْ لهم وِقَايَةً تقيهمُ السيئاتِ ، واللَّفْظُ يحتملُ أَنْ يكونَ الدعاءُ في أن يدفعَ اللَّهُ عنهم أنْفُسَ السيئاتِ حتى لاَ يَنَالَهُمْ عذابٌ مِن أَجْلِهَا ، ويحتملُ أَنْ يكونَ الدعاءُ في دَفْعِ العَذَابِ اللاَّحِقِ من السيئاتِ ، فيكونُ في اللَّفْظِ على هذا حذْفُ مضافٍ ، كأنه قال : وقِهِمْ جَزَاءَ السيِّئاتِ ، قال الفَخْرُ : وقوله تعالى : { وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } يعني : من تِقِ السيئاتِ في الدنيا ، فَقَدْ رَحِمْتَهُ في يوم القيامةِ ، انتهى ، وهذا رَاجِعٌ إلى التأويل الأول .