البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقِهِمُ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

{ وقهم السيئات } : أي امنعهم من الوقوع فيها حتى لا يترتب عليها أجزاؤها ، أو وقهم جزاء السيئات التي إجترحوها ، فحذف المضاف ولا تكرار في هذا ، وقوله : { وقهم عذاب الجحيم } لعدم توافق المدعو لهم أن الدعاء الأول للذين تابوا ، والثاني أنه لهم ولمن صلح من المذكورين ، أو لاختلاف الدعاءين إذا أريد بالسيئات أنفسهم ، فذلك وقاية عذاب الجحيم ، وهذا وقاية الوقوع في السيئات .

والتنوين في يومئذ تنوين العوض ، والمحذوف جملة عوض منها التنوين ، ولم تتقدم جملة يكون التنوين عوضاً منها ، كقوله : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } { وأنتم حينئذ } أي حين إذ بلغت الحلقوم ، فلا بد من تقدير جملة يكون التنوين عوضاً منها كقوله ، يدل عليها معنى الكلام ، وهي { ومن تق السيئات } : أي جزاءها يوم إذ يؤاخذ بها { فقد رحمته } .

ولم يتعرض أحد من المفسرين الذين وقفنا على كلامهم في الآية للجملة التي عوض منها التنوين في يومئذ ، وذلك إشارة إلى الغفران .

ودخول الجنة ووقاية العذاب هو الفوز بالظفر العظيم الذي عظم خطره وجل صنعه .