و{ فُصِّلَتْ } معناهُ بُيِّنَتْ و{ آياته } أي : فُسِّرَتْ معانيه ، فَفُصِّلَ بين حلاله وحرامه ، ووَعْدِهِ ووَعِيدِهِ ، وقيل : فُصِّلَتْ في التنزيلِ ، أي : نزل نجوماً ، ولم ينزلْ مرةً واحدةً ، وقيل : فُصِّلَتْ بالمواقف وأنواعٍ أَوَاخِرِ الآيِ ، ولم يكن يرجعُ إلى قافية ونَحْوِها ؛ كالسَّجْعِ والشِّعْرِ .
وقوله تعالى : { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } قالت فرقة : يعلمون الأشياء ، ويعقلون الدلائل ، فكأنَّ القرآن فُصِّلَتْ آياته لهؤلاء ؛ إذ هم أهل الانتفاع بها ، فَخُصُّوا بالذكر ؛ تشريفاً ، وقالت فرقة : { يَعْلَمُونَ } : متعلِّقٌ في المعنى بقوله : { عَرَبِيّاً } أي : لقوم يعلمون ألفاظه ، ويتحقَّقون أنَّها لم يخرجْ شيْءٌ منها عن كلام العرب ، وَكأَنَّ الآيَةَ على هذا التأْويلِ رَادَّةٌ على مَنْ زَعَمَ أنَّ في كتابِ اللَّهِ ما لَيْسَ في كلامِ العَرَبِ ، والتأويلُ الأوَّلُ أَبْيَنُ وأَشْرَفُ مَعْنًى وبَيِّنٌ أنَّه ليس في القرآن إلاَّ ما هو مِنْ كَلاَمِ العَرَبِ ، إمَّا مِنْ أصْلِ لغتِها ، وإمَّا مِمَّا عرَّبته من لغة غيرها ، ثم ذُكِرَ في القرآن وهو مُعَرَّبٌ مُسْتَعْمَلٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.