وقوله سبحانه : { ثُمَّ استوى إِلَى السماء } معناه : بقدرته واختراعه إلى خلق السماء وإيجادها .
وقوله تعالى : { وَهِي دُخَانٌ } رُوِيَ : أنَّها كانت جسماً رخْواً ؛ كالدُّخَانِ أوِ البُخَارِ ، ورُوِيَ : أَنَّه ممَّا أَمَرَهُ اللَّه تعالى أنْ يَصْعَدَ مِنَ الماء ، وهنا محذوفٌ ، تقديرهُ : فأوجَدَهَا ، وأتقنها ، وأكمل أمْرهَا ، وحينئذٍ { فقال لها وللأرْضِ ائتيا } بمعنى ائتيا أمري وإرادتي فيكما ، وقرأ ابن عباس : آتِيَا بمعنى : أعطيا مِنْ أنْفُسِكُمَا من الطاعة ما أردتُهُ منكما ، والإشارةُ بهذا كلِّه إلى تسخيرهما وما قَدَّرَهُ اللَّه من أعمالها .
وقوله : { أَوْ كَرْهاً } فيه محذوف تقديره ائتيا طَوْعاً وإلاَّ أتيتما كرهاً .
وقوله سبحانه : { قَالَتَا } أراد الفرقتَيْنِ جعل السماوات سماءً والأرضِينَ أرْضاً ، واختلف في هذه المقالةِ مِنَ السماوات والأرضِ ، هَلْ هُوَ نُطْقٌ حقيقةٌ أو هو مجازٌ ؟ لما ظهر عليها من التذلُّل والخضوعِ والانقيادِ الذي يتنزل منزلة النُّطْقِ ، قال ( ع ) : والقول الأَوَّل : أَنَّه نُطْقٌ حقيقة أَحْسَنُ ؛ لأَنه لا شَيْءَ يدفعه ، وأَنَّ العبرة به أَتَمُّ والقدرةَ فيه أظهرُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.