الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

والضمير في { ظُهُورِهِ } عائدٌ على النوع المركوبِ الذي وقَعَتْ عليه ما ، وقد بَيَّنَتْ آية أخرى ما يقال عند ركوب الفُلْكِ ، وهو : { بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ ربي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ هود : 41 ] وإنما هذه خاصَّةٌ فيما يُرْكَبُ من الحيوان ، وإنْ قَدَّرنا أَنَّ ذِكْر النعمة هو بالقَلْبِ ، والتذكُّر بدء الراكِبُ ب { سبحان الذي سَخَّرَ لَنَا هذا } ، وهو يرى نعمة اللَّه في ذلك وفي سواه و{ مُقْرِنِينَ } أي : مطيقين ، وقال أبو حيَّان { مُقْرِنِينَ } : خبر كان ، ومعناه غالبين ضابطين ، انتهى ، وهو بمعنى الأَوَّل .