الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (52)

وقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } الآية ، المعنى : وبهذه الطرق ، ومن هذا الجنس أوحينا إليك ، أي : بالرسول ، والرُّوحُ في هذه الآية : القرآن آن وهدى الشريعة ، سَمَّاه رُوحاً من حيث يُحْيي به البَشَرَ والعَالَم ؛ كَما يُحْيِي الجسدَ بالروح ، فهذا على جهة التشبيه .

وقوله تعالى : { مِّنْ أَمْرِنَا } أي : واحد من أُمورنا ، ويحتمل أَنْ يكون الأمر بمعنى الكلام ، { وَمِنْ } لابتداء الغاية .

وقوله تعالى : { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الكتاب وَلاَ الإيمان } توقيفٌ على مِقْدَارِ النعمةِ ، والضميرُ في { جعلناه } عائدٌ على الكتابِ ، و{ نَّهْدِى } بمعنى : نُرْشِدُ ، وقرأ جمهور الناس : «وإنَّكَ لَتَهْدِي » بفتح التاء وكسر الدال ، وقرأ حَوْشَبٌ : «لتهدى » بضم التاء وفتح الدال ، وقرأ عاصم : «لَتُهْدِي » بضم التاء وكسر الدال .