الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

وقرأ أكثر السبعة : { وجَعَلُوا المَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثاً } وقرأ الحَرَمِيَّانِ وابنُ عَامِرٍ : ( عِنْدَ الرحمن إناثاً ) وهذه القراءة أَدَلُّ على رفع المنزلة .

وقوله تعالى : { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } معناه أَأُحْضِرُوا خَلْقَهُمْ ، وفي قوله تعالى : { سَتُكْتَبُ شهادتهم وَيُسْألُونَ } وعيدٌ مُفْصِحٌ ، وأسند ابن المبارك عن سليمان بن راشِدٍ ؛ أنه بلغه أَنَّ امرأ لا يشهدُ شهادةً في الدنيا إلاَّ شَهِدَ بها يومَ القيامة على رؤوس الأشهاد ، ولا يمتدح عبداً في الدنيا إلاَّ امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، قال القرطبيُّ في «تذكرته » : وهذا صحيح ؛ يَدُلُّ على صِحَّتِهِ قوله تعالى : { سَتُكْتَبُ شهادتهم وَيُسْألُونَ } وقوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ ق : 18 ] انتهى .