وقوله سبحانه : { سَابِقُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } الآية : لما ذكر تعالى المغفرة التي في الآخرة ، ندب في هذه الآية إلى المسارعة إليها والمسابقة ، وهذه الآية حُجَّةٌ عند جميع العلماء في الندب إلى الطاعات ، وقدِ استدلَّ بها بعضُهم على أَنَّ أَوَّلَ أوقات الصلوات أَفضلُ ؛ لأَنَّهُ يقتضي المسارعةَ والمسابقةَ ، وذكر سبحانه العَرْضَ من الجنة ؛ إذِ المعهودُ أَنَّهُ أَقَلُّ من الطول ، وقد ورد في الحديث : " أَنَّ سَقْفَ الجَنَّةِ الْعَرْشُ " وورد في الحديث : " أَنَّ السماوات السَّبْعَ في الكُرْسِيِّ كَالدِّرْهَمِ في الْفَلاَةِ ، وَأَنَّ الْكُرْسِيَّ في الْعَرْشِ كَالدِّرْهَمِ في الْفَلاَةِ " . ( ت ) : أيها الأخ ، أَمَرَكَ المولى سبحانه بالمسابقة والمسارعة ؛ رحمةً منه وفضلاً ، فلا تغفلْ عن امتثال أمره وإجابة دعوته :
السِّبَاقَ السِّبَاقَ قَوْلاً وَفِعْلاً *** حَذَرَ النَّفْسِ حَسْرَةَ الْمَسْبُوقِ
ذكر صاحبُ " معالم الإيمان " ، و " روضات الرضوان " في مناقب صلحاء القيروان ، قال : ومنهم أبو خالد عبد الخالق المتعبد ، كان كثيرَ الخوف والحزن ، وبالخوف مات ؛ رأى يوماً خَيْلاً يسابق بها ، فتقدمها فرسان ، ثم تقدم أَحَدُهُمَا على الآخر ، ثم جَدَّ التالي حتى سَبَقَ الأول ، فتخلَّلَ عبد الخالق الناسَ حَتَّى وصلَ إلى الفرس السابق ، فجعل يُقَبِّلُهُ ويقول : بارك اللَّه فيك ، صَبَرْتَ فظفرت ، ثم سقط مغشيًّا عليه ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.