الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (25)

و{ الكتاب } هنا : اسم جنس لجميع الكتب المُنَزَّلَةِ ، { والميزان } : العدل في تأويل الأكثرين .

وقوله تعالى : { وَأَنزْلْنَا الحديد } عَبَّرَ سبحانه عن خلقه الحديدَ بالإنزال ؛ كما قال : ( . . . ) { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعام } ( . . . ) ، قال جمهورٌ من المفسرين : الحديد هنا أراد به جِنْسَهُ من المعادن وغيرها ، وقال حُذَّاقٌ من المفسرين : أراد به السلاح ، ويترتب معنى الآية بأَنَّ اللَّه أخبر أَنَّهُ أرسل رُسُلاً ، وأنزل كتباً ، وعدلاً مشروعاً ، وسلاحاً يُحَارَبُ به مَنْ عاند ، ولم يقبل هدى اللَّه ؛ إذْ لم يبقَ له عذر ، وفي الآية على هذا التأويل حَضٌّ على القتال في سبيل اللَّه وترغيبٌ فيه .

وقوله : { وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ } يقوِّي هذا التأويل .

وقوله : { بالغيب } معناه : بما سمع من الأَوصاف الغائبة عنه فآمن بها ، وباقي الآية بين .