وقوله تعالى :{ يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ } ، روي عن ابن عباس وقتادة في سببها : أَنَّ قوماً من شباب المؤمنين وأغْفَالِهِمْ كَثُرَتْ مناجاتُهم للنبي صلى الله عليه وسلم في غير حاجة ، وكان صلى الله عليه وسلم سَمْحاً ، لا يَرُدُّ أحداً ، فنزلت هذه الآية مُشَدِّدَةً عليهم ، وقال مقاتل : نزلتْ في الأغنياء ؛ لأَنَّهُمْ غلبوا الفقراء على مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسته ، قال جماعة من الرواة : نُسِخَتْ هذه الآيةُ قبل العمل بها ، لكنِ استقر حُكْمُهَا بالعزم عليه ، وصَحَّ عن عليٍّ أَنَّهُ قال : " ما عَمِلَ بها أَحَدٌ غيري ، وأنا كنتُ سَبَبَ الرخصة والتخفيفِ عن المسلمين ، قال : ثم فَهِمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ هذه الْعِبَادَةَ قد شَقَّتْ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ لي : يَا عَلِيُّ ، كَمْ ترى أَنْ يَكُونَ حدُّ هذه الصَّدَقَةِ ؟ أَتَرَاهُ دِينَاراً ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : فَنِصْفُ دِينِارٍ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : فَكَمْ ؟ قُلْتُ : حَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ ، قَالَ : إنَّكَ لَزَهِيدٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الرُّخْصَةَ " ، يريد لِلْوَاجِدِينَ ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَجِدْ فَالرُّخْصَةُ لَهُ ثَابِتَةٌ ؛ بقوله : { فَإنْ لَمْ تَجِدُوا } قال الفخر : قوله عليه السلام لعليٍّ : " إنَّكَ لَزَهِيدٌ " معناه : إنك قليل المال ، فقدَّرْتَ على حَسَبِ حالك ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.