قوله عز وجل : { قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ التي تُجَادِلُكَ في زَوْجِهَا } الآية : اختلف الناس في اسم هذه المرأة على أقوال ، واختصار ما رواه ابن عباس والجمهور : " أَنَّ أَوْسَ بْنَ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيَّ ، أخا عبادة بن الصامت ، ظَاهَرَ من امرأته خَوْلَةَ بنت خُوَيْلِدٍ ، وكان الظهارُ في الجاهلية يُوجِبُ عندهم فُرْقَةً مُؤَبَّدَةً ، فلما فعل ذلك أَوسٌ جَاءَتْ زَوْجَتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّ أَوساً أَكَلَ شَبَابِي ، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي ، فَلَمَّا كَبِرْتُ وَمَاتَ أَهْلِي ، ظَاهَر مِنِّي ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( مَا أَرَاكِ إلاَّ حُرِّمْتِ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لاَ تَفْعَلْ ؛ فَإنِّي وَحِيدَةٌ لَيْسَ لِي أَهْلٌ سِوَاهُ ، فَرَاجَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَقَالَتِهِ فَرَاجَعَتْهُ ، فَهَذَا هُوَ جِدَالُهَا ، وَكَانَتْ في خِلاَلِ جِدَالِهَا تَقُولُ : اللَّهُمَّ إَلَيْكَ أَشْكُو حَالِي وانفرادي وَفَقْرِي ) ، وَرُوِيَ أَنَّها كَانَتْ تَقُولُ : ( اللَّهُمَّ ، إنَّ لي مِنْهُ صِبْيَةً صِغَاراً ، إنْ ضَمَمْتُهُمْ إلَيْهِ ضَاعُوا ، وَإنْ ضَمَمْتُهُمْ إليَّ جَاعُوا ) فَهَذَا هُوَ اشتكاؤها إلَى اللَّهِ ، فَنَزَلَتِ الآيةُ : فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في أَوْسٍ ، وأَمَرَهُ بِالتَّكْفِيرِ ، فَكَفَّرَ بِالإطْعَامِ ، وَأَمْسَكَ أَهْلَهُ " .
قال ابن العربي في «أحكامه » : " والأشبه في اسم هذه المرأة أَنَّها خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ ، امرأةُ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ " وعلى هذا اعتمد الفخر ؛ قال الفخر : " هذه الواقعة تَدُلُّ على أَنَّ مَنِ انقطع رجاؤه من الخلق ، ولم يبق له في مُهِمِّة أحدٌ إلاَّ الخالق كفاه اللَّهُ ذلك المهم " انتهى . والمحاورة : مراجعةُ القولِ ومعاطاته ، وفي مصحف ابن مسعود : «تُحَاوِرُكَ في زَوْجِهَا » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.