قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الذين يَخُوضُونَ فِي آياتنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حتى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ }[ الأنعام :68 ] .
هذا خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون داخلُونَ في الخطاب معه ، هذا هو الصحيحُ ، لأنَّ علَّة النهْي ، وهي سماعُ الخَوْض في آياتِ اللَّه ، تَشْمَلُهُمْ وإيَّاه ، فأُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو والمؤمنون أنْ ينابذُوا الكُفَّار بالقيام عنهم ، إذا استهزءوا وخاضوا ، ليتأدَّبوا بذلك ، ويدَعُوا الخَوْضَ والاستهزاءَ ، قلْتُ : ويدلُّ على دخولِ المؤمنينَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الخطابِ قولُهُ تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكتاب أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيات الله يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حتى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } [ النساء : 140 ] ، انتهى .
والخَوْضُ : أصله في الماءِ ، ثم يستعملُ بعدُ في غمرات الأشياء التي هي مجاهلُ ، تشبيهاً بغَمَرَات الماء .
{ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ } : ( إما ) : شرط ، وتلزمها النونُ الثقيلة في الأغلب ، وقرأ ابن عامر وحده : ( يُنَسِّيَنَّكَ ) بتشديدِ السينِ ، وفتحِ النونِ ، والمعنى واحدٌ ، إلا أن التشديد أكثر مبالغةً ، و{ الذكرى } والذِّكْر واحدٌ في المعنى ، ووصْفُهم ب { الظالمين } متمكِّن ، لأنهم وضعوا الشيء في غير موضعه ، و{ أَعْرِضْ } ، في هذه الآية : بمعنى المفارقة على حقيقة الإعراض ، وأكملِ وجوهه ، ويدُلُّ على ذلك : { فَلاَ تَقْعُدْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.