الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (68)

قوله : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } الآية [ 68 ] .

المعنى : وإذا رأيت – يا محمد – المشركين الذين يخوضون في آيات الله ، وخوضهم فيها : استهزاؤهم{[20314]} بها وتكذيبهم لها ، { فأعرض عنهم } أي : فَصُدَّ عنهم بوجهك ، وقم عنهم حتى يخوضوا في حديث غير الاستهزاء بآيات الله{[20315]} .

( و ){[20316]} قوله : { وإما يُنسينَّك{[20317]} الشيطان } : أي : إن أنساك الشيطان نهي الله لك عن الجلوس معهم في حال استهزائهم ، ثم ذكرت ذلك ، فقم عنهم ولا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين{[20318]} .

قال ابن جريج : كان المشركون يجلسون إلى النبي يستمعون{[20319]} منه ، فإذا سمعوا استهزأوا ، فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن مجالستهم إذا استهزأوا ( إلا أن ينسى ){[20320]} ، فإن نَسِيَ ثم ذكر ، أمرُ أن يقوم عند التّذكر{[20321]} .


[20314]:ب ج د: استهزائهم.
[20315]:انظر: تفسير الطبري 11/436.
[20316]:ساقطة من ب.
[20317]:قرأ ابن عامر ((يُنَسِّيَنَّك) بفتح النون الأولى وتشديد السين مع النون الثانية): السبعة 260.
[20318]:انظر: تفسير الطبري 11/436.
[20319]:ب: فيستمعوا. ج د: يستمعوا.
[20320]:ب: ابا أن ينسيا.
[20321]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب: التكدير. ج د: التذكير. وانظر: تفسير الطبري 11/438، و440.