الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ} (84)

وقوله : { وَمَاتُوا وَهُمْ فاسقون } [ التوبة : 84 ] .

نصٌّ في موافاتهم على ذلك ؛ وممَّا يؤيِّد هذا ما روي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَيَّنهم لحذيفةَ بْنِ اليمانِ ، وكان الصحابة إِذا رأَوْا حذَيفةَ تأخَّر عن الصَّلاة على جنازة ، تأَخَّرُوا هم عنها ، وروِي عَنْ حذيفة ؛ أَنه قَالَ يَوْماً : بَقِيَ من المنافقين كَذَا وَكَذَا .

وقوله : { أَوَّلُ } هو بالإِضافة إِلى وَقْت الاستئذان ، و«الخالفون » : جَمْعُ مَنْ تخلَّف من نساءٍ ، وصبيان ، وأهْل عذر ، وتظاهرت الرواياتُ أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ بن سَلُول ، وأَنَّ قوله : { وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم } نزلَتْ بعد ذلك ، وقد خرَّج ذلك البخاريُّ من رواية عمر بن الخَطَّاب ، انتهى .