الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ} (5)

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى } قيل : هي أرْجَى آية في القرآن ؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يرضى ، وواحدٌ من أمتهِ في النارِ ، ورُوِي أنه عليه الصلاةُ والسلام قال لما نَزَلَتْ : " إِذنْ لاَ أرضى ، وأَحدٌ مِنْ أُمَّتِي في النَّارِ " قال عِيَاضٌ : وهذه آيةٌ جامعةٌ لوجوهِ الكرامةِ وأنواعِ السعادةِ في الدارين ، انتهى . ( ت ) : وفي «صحيح مسلمٍ » من روايةِ عبدِ اللَّه بن عمرو بن العاصي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم تَلاَ قولَ اللَّه عز وجل في إبراهيمَ عليه السلام : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ الناس فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ إبراهيم : 36 ] وقولُ عيسى عليه السلام : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم } [ المائدة : 118 ] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : " اللَّهُمَّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، وبكى ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ثناؤُهُ يَا جِبْرِيلُ ؛ اذهب إلى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ ولاَ نَسُوءكَ " ، انتهى مختصراً .