غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ} (5)

1

وهاهنا لطيفة وهي أنه تعالى ردّ ألوفاً من المطيعين لمذنب واحد هاهنا يرحم ألوفاً من المذنبين لمطيع واحد ودليله قوله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } فلعله حين بين أن الآخرة خير له عقبه ببيان تلك الخيرية وهي رتبة الشفاعة . يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال : قال صلى الله عليه وسلم " إذن لا أرضى وواحد من أمتي في النار " وعن جعفر الصادق رضي الله عنه رضا جدّي صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل النار موّحد . وقال ابن عباس : هو ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك وفيها ما يليق بها ، واللام في و { لسوف } خالصة للتأكيد دون الحال كأنه قيل : الموعود كائن لا محالة وإن تأخر زمانه بحسب المصلحة . وقال جار الله : تقديره ولأنت سوف يعطيك لأن اللام لا تدخل على المضارع إلا مع نون التأكيد وفيه نظر .

/خ11