{ والخيل والبغال والحمير } عطف على الأنعام ، أي : وخلق هؤلاء للركوب والزينة ، وقد احتج على حرمة أكل لحومهن بأن علل خلقها بالركوب والزينة ، ولم يذكر الأكل بعد ما ذكره في الأنعام . فإن قلت : لم انتصب { وَزِينَةً } ؟ قلت : لأنه مفعول له ، وهو معطوف على محل لتركبوها . فإن قلت : فهلا ورد المعطوف والمعطوف عليه على سنن واحد ؟ قلت : لأنّ الركوب فعل المخاطبين ، وأما الزينة ففعل الزائن وهو الخالق . وقرىء : «لتركبوها زينة » ، بغير واو ، أي : وخلقها زينة لتركبوها . أو تجعل زينة حالا منها ، أي : وخلقها لتركبوها وهي زينة وجمال { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } يجوز أن يريد به : ما يخلق فينا ولنا مما لا نعلم كنهه وتفاصيله ويمنّ علينا بذكره كما منّ بالأشياء المعلومة مع الدلالة على قدرته . ويجوز أن يخبرنا بأن له من الخلائق ما لا علم لنا به ، ليزيدنا دلالة على اقتداره بالإخبار بذلك ، وإن طوى عنا علمه لحكمة له في طيه ، وقد حمل على ما خلق في الجنة والنار ، مما لم يبلغه وهم أحد ، ولا خطر على قلبه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.