بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (8)

ثم قال : { والخيل والبغال والحمير لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } أي : جمالاً ، ومنظراً ، وحسناً . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه سئل عن لحوم الخيل ، فكرهه ، وتلا هذه الآية { والخيل والبغال والحمير لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } يعني : إنما خلق هذه الأصناف الثلاثة للركوب والزينة ، لا للأكل ، وسائر الأنعام خلقت للركوب ، والأكل ، كما قال : { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } وبه كان يقول أبو حنيفة : إن لحم الخيل مكروه .

ثم قال : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي : خلق أشياء تعلمون ، وخلق أشياء مما لا تعلمون . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إِنَّ الله خَلَقَ أَرْضَاً بَيْضَاءَ مِثْلَ الدُّنْيَا ثَلاثِينَ مَرَّةً مَحْشُوَّةً خَلْقاً مِنْ خَلْقِ الله تَعَالَى ، لاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الله تَعَالَى يُعْصَى طَرْفَةَ عَيْنٍ » قالوا : يا رسول الله أمن ولد آدم هم ؟ قال : « مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله خَلَقَ آَدَمَ » . قالوا : فأين إبليس منهم ؟ قال : « مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله خَلَقَ إِبْلِيسَ » ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } »