تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} (261)

الآية 261 وقوله تعالى : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة [ والله يضعف لمن يشاء والله واسع عليم ]{[3290]} يحتمل ضرب مثل النفقة في سبيل الله بالحبة التي ذكر وجهين :

أحدهما : أن يبارك في تلك النفقة ، فتزداد ، وتنمو ، على ما بارك في حبة واحدة ، فصارت سبعمئة وأكثر .

والثاني : قال تعالى : { ويربي الصدقات } [ البقرة : 276 ] رأوا{[3291]} : الصدقة تتلف ، وتتلاشى [ في أيدي ]{[3292]} الفقراء ، فقالوا : كيف يربي ، وهي تالفة ؟ فقال : يربي كما أربي الحبة في الأرض [ بعد ]{[3293]} ما تلفت فيها ، وفسدت ، فصارت مئة وزيادة . فعلى ذلك الصدقة في طاعة الله والنفقة في ما يربي ، وإن [ كانت ]{[3294]} تالفة .

وقيل : غنها منسوخة بالفرائض ، لكن هذا لا يحتمل لأنه وعد في الآخرة ، والوعد لا يحتمل النسخ ، إلا يعنون نسخ عين الصدقة بغيرها ، فأما الوعد فهو حال{[3295]} ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { والله واسع عليم } ؛ قيل : { واسع } غني ، وقيل : { واسع } جواد ، يوسع على من يشاء .


[3290]:من ط ع، في الأصل وم: الآية.
[3291]:في ط ع: ورأوا، في الأصل وم: وأراد.
[3292]:من ط ع وم، في الأصل: من.
[3293]:من ط ع.
[3294]:من ط ع.
[3295]:في النسخ الثلاث: حالة؛ حل أمر الله عليه، وأحله الله عليه: وجب، اللسان.