فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ} (133)

{ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } معطوف على ما سبق من الأمر بالتقوى والطاعة يوصينا الله جل علاه أن نبادر ونسابق ويباري بعضنا بعضا وننافس فيما يرجى أن ننال به ستر الذنوب والخطيئات ، والعفو من ربنا فلا يعاقبنا على ما اكتسبنا من إثم وسيئات .

{ وجنة عرضها السماوات والأرض } وبادروا وسابقوا إلى ما يدخلكم به الله بفضله سبحانه دارا تنعمون فيها وتخلدون وتسكنون في قصورها وتمرحون في روضاتها وقد أوسعنا فنعم الموسعون ؛ روى أبو سعيد الخدري : ( إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى ويتمنى حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك وعشرة أمثاله ) أخرجه مسلم في صحيحه . حتى كان عرضها {[1139]} عرض السماوات والأرضين وطولها يعلم مداه الخبير العليم وسقفها عرش ربنا العلي العظيم في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن ) . { أعدت للمتقين } هيئت دار النعيم لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .


[1139]:نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: تقرن السماوات والأرض بعضها إلى بعض كما تبسط الثياب ويوصل بعضها ببعض فذلك عرض الجنة ولا يعلم طولها إلا الله وهذا قول جمهور أهل العلم وقدرة ربنا تقدست أسماؤه لا يعظم عليها شيء ونقل صاحب الجامع لأحكام القرآن: وقال قوم الكلام جاء من مقطع العرب من الاستعارة: فلما كانت الجنة من الاتساع والانفساح في غاية قصوى حسنت العبارة عنها بعرض السموات والأرض.1هـ.