فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِي ٱلشَّـٰكِرِينَ} (145)

{ بإذن الله } بقضاء المولى سبحانه وقدره .

{ كتابا مؤجلا } قضاء جعل الله له وقتا محددا .

{ وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا }- لا يموت أحد إلا بقدر الله وحتى يستوفي المدة التي ضربها الله له . . كقوله{ . . وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب . . }{[1168]} . . وهذه الآية فيها تشجيع للجبناء وترغيب لهم في القتال فإن الإقدام والإحجام لا ينقص من العمر ولا يزيد فيه . . { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها } أي من كان عمله للدنيا فقط ناله منها ما قدره الله له ولم يكن له في الآخرة من نصيب ومن قصد بعمله الدار الآخرة أعطاه الله منها ، وما قسم له في الدنيا ، كما قال تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب }{[1169]} وقال تعالى { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا }{[1170]} ولهذا قال ربنا { وسنجزي الشاكرين } أي سنعطيهم من فضلنا ورحمتنا في الدنيا والآخرة بحسب شكرهم وعملهم{[1171]} .


[1168]:سورة فاطر من الآية 11.
[1169]:سورة الشورى الآية: 20
[1170]:سورة الإسراء الآيتان 18-19.
[1171]:من تفسير القرآن العظيم.