{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } عن ابن عباس : نهى الله سبحانه المؤمنين أن يلاطفوا الكفار أو يتخذوهم وليجة من دون المؤمنين ، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين ، وعن السدي : أما { أولياء } فيواليهم في دينهم ويظهرهم على عورة المؤمنين ؛ رغب سبحانه في تولي أوليائه وحذر من الاستعانة أو الانتصار أو الاستظهار بأعدائه{[912]} . { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } – وكون المؤمن وليا للكافر يحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن يكون راضيا بكفره والرضا بالكفر كفر فيستحيل أن يصدر عن المؤمن فلا يدخل تحت الآية لقوله : { يا أيها الذين آمنوا } . وثانيها- المعاشرة الجميلة في الدنيا بحسب الظاهر وذلك غير ممنوع منه . والثالث – كالمتوسط بين القسمين وهو الركون إليهم والمعونة والمظاهرة لقرابة أو صداقة قبل الإسلام أو غير ذلك . . مع اعتقاد أن دينهم باطل فهذا لا يوجب الكفر إلا أنه منهي عنه حذرا من أن يجره إلى استحسان طريقته والرضا بدينه ، حتى يخصه بالموالاة دون المؤمنين{[913]} . فمن اتخذهم أعوانا وركن إليهم وولاهم في فسادهم وإضلالهم فليس من ولاية الله ولا من دينه في قليل ولا كثير لكن لاطفهم في ظاهر الأمر حين تمكنهم ليتقي خطرا عظيما يوشك أن يوقعه به في فله أن يصانعهم تقية{[914]} ، وعرفوها بمحافظة النفس أو العرض أو المال من شر الأعداء . روى البخاري عن أبي الدرداء : إنا لنبش{[915]} في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم ويدل على جواز التقية {[916]} قوله تعالى : { . . إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان . . . }{[917]} .
{ ويحذركم الله نفسه }- أي ذاته المقدسة وإطلاق ذلك عليه سبحانه جائز في المشاكلة كقوله { . . . تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك . . . }{[918]} وفي غيرهما ؛ وذهب بعض المتأخرين إلى منع ذلك إلا مشاكلة . وقال الزجاج معناه ويحذركم الله إياه ثم استغنوا عن ذلك بهذا وصار المستعمل . قال : أما قوله . . تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك ولا ما في حقيقتك وقال بعض أهل العلم معناه ويحذركم الله عقابه مثل { واسأل القرية . . }{[919]} فجعلت النفس في موضع الإضمار{[920]} . { وإلى الله المصير } [ متى صرتم إليه وقد خالفتم ما أمركم به وأتيتم ما نهاكم عنه من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين نالكم من عقاب ربكم ما لا قبل لكم به ، ويقول : فاتقوه واحذروه أن ينالكم ذلك منه فإنه شديد العقاب ]{[921]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.