فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (26)

هذا ثناء على الله تعالى وإقرار بجلاله وحكيم تدبيره وسابغ أفضاله ، فبيده الخلق والأمر والإعزاز والقهر والتذليل والتسخير والتبديل والتغيير ، يبدع ما يشاء أن يبدع ويهب العطاء لمن يشاء ويوسع – { قل اللهم مالك الملك } تأكيد لما تشعر به الآية السابقة من مزيد عظمته تعالى وعظيم قدرته وفيه أيضا إفحام لمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورد عليه لاسيما المنافقين الذين هم أسوأ حالا من اليهود والنصارى وبشارة له صلى الله عليه وسلم بالغلبة الحسية على من خالفه كغلبته بالحجة على من جادله . . { بيدك الخير } . . وتعريف الخير للتخصيص أي { بيدك } التي لا يكتنه كنهها . . وإنما خص { الخير } بالذكر تعليما لمراعاة الأدب وإلا فذكر الإعزاز والإذلال يدل على أن الخير والشر كلاهما بيده سبحانه وكذا قوله تعالى المسوق لتعليل ما سبق وتحقيقه : { إنك على كل شيء قدير } . . { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل }