فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ} (22)

{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } من دلائل قدرة ربنا وبالغ حكمته خلق السماوات والأرض ، وإبداعهما على غير مثال سبق ، وإيداعهما ما شاء ربنا من مخلوقاته ، وتسييرهما على سنن لا يتحول ، إلا يوم يقضي الله في هذا الكون أن يزول ويتبدل ، وخلق الناس مختلفة لغاتهم وهيئاتهم ، برهانان على إحسان الصنعة وبالغ الإتقان ، { وألوانكم } بياض الجلد وسواده وتوسط فيما بينهما ، أو تصوير الأعضاء وهيآتها وحلاها بحيث وقع التمايز بين الأشخاص . . . فالألوان بمعنى الضروب والأنواع ، كما يقال : ألوان الحديث ، وألوان الطعام ، وهذا تفسير أعم من الأول . . { لآيات } عظيمة كثيرة{ للعالمين } المتصفين بالعلم ، كما في قوله تعالى : ) . . وما يعقلها إلا العالمون( {[3315]} ]{[3316]} .


[3315]:سورة العنكبوت. من الآية 43.
[3316]:ما بين العارضتين أورده الألوسي.