فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (50)

{ فانظر } يا من يتأتى منه النظر ، بعين البصر ، أو بعين البصيرة ، وتطلع ، ومد فكرك إلى آثار بر الله تعالى بالعباد ، وكيف يحيي الله تعالى الجامد الهامد ، فيهتز ويربو ، وينبت من كل صنف ما تسر به الأعين ، وتحيا به الأنفس ، وتبتهج به الخواطر ، إن ذلك الكبير المتعال ، الكريم ذا الجلال ، يحيي الخلائق بعد موتهم ، كذلك النشور ، إن في هذا لأبلغ حجة : )وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون( {[3383]} ، ) . . وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج . ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير . وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور( {[3384]} )والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور( {[3385]} ، وربنا المعبود بحق على كل شيء يريده مقتدر ، وقد قضت حكمته أن يردنا إليه ، ويوقفنا بين يديه : ( . . ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى( {[3386]} ، فليعلموا أن لقاء الله آت لا ريب فيه ، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، وهو الفعال لما يريد .


[3383]:سورة الأعراف. الآية 57.
[3384]:سور الحج. من الآية 5، والآيتان:6-7.
[3385]:سورة فاطر. الآية 9.
[3386]:سورة النجم. من الآية 31.