فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (109)

105

{ ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا }- ها أنتم الذين جادلتم- يا معشر من جادل عن بني أبيرق في الحياة الدنيا- والهاء والميم في قوله : { عنهم } من ذكر الخائنين ، { فمن يجادل الله عنهم } يقول : فمن ذا يخاصم الله عنهم { يوم القيامة } أي : يوم يقوم الناس من قبورهم لمحشرهم ، فيدافع عنهم ما الله فاعل بهم ومعاقبهم به ، وإنما يعني بذلك أنكم أيها المدافعون عن هؤلاء الخائنين أنفسهم وإن دافعتم عنهم في عاجل الدنيا فإنهم سيصيرون في آجل الآخرة إلى من لا يدافع عنهم عنده أحد فيما بهم من أليم العذاب ونكال العقاب ، وأما قوله : { أمن يكون عليهم وكيلا } فإنه يعني : ومن ذا الذي يكون على هؤلاء الخائنين وكيلا يوم القيامة ، أي : ومن يتوكل لهم في خصوم ربهم عنهم يوم القيامة- ( {[1527]} ) .


[1527]:من جامع البيان؛ لابن جرير الطبري.