فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } .

اعتقدوا وزعموا ، أو سمّوا وحكموا ، أو قالوا فيهم ذلك ؛ فأنكر الله عليهم قولهم ذلك .

{ أشهدوا خلقهم }

هل حضروا واطلعوا وكانوا شهودا حضورا خلق الله الملائكة ، فعرفوا أن طبيعة خلقتهم مؤنثة ؟ ! {[4333]} وهذا كقوله تعالى : { أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون } . {[4334]}

{ ستكتب شهادتهم ويسألون( 19 ) } .

ستدون ملائكتنا من الكتبة والحفظة عليهم هذا البهتان والزور ، ويسألون عنه يوم القيامة ، ويجزون بما كانوا يقترفون ؛ فختمت الآية بالوعيد على هذا الزيف والافتراء{[4335]} .


[4333]:لأن سبيل العلم بمثل هذا هو المشاهدة.
[4334]:سورة الصافات.الآية150.
[4335]:السين التي أدخلت على الفعل في القول الرباني الكريم {ستكتب} هل هي لما يستقبل مثلما عدها أهل اللغة [للتنفيس] أي المستقبل القريب في مقابل [سوف] التي للتسويف وهو المستقبل البعيد؟. وخروجا من ذلك قال بعض المفسرين: السين للتأكيد، وقيل يجوز أن تحمل على ظاهرها من الاستقبال، ويكون ذلك إشارة إلى تأخير كتابة السيئات لرجاء التوبة والرجوع..اهـ.