{ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } .
ومثلما أنزلنا من كلامنا على أنبيائنا الذين بعثوا من قبلك أنزلنا عليك وحيا من أمرنا فيه حياة القلوب والعقول فهو روحها .
{ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } .
نعمة الله الكبرى أن هدانا للقرآن والإيمان ، ومن عجيب صنع المولى القدير أن ينزل الذكر الحكيم على نبيّ أميّ ، فتلك معجزة دامغة ، وحجة بالغة : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون }{[4280]} ولئن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد حفظه الله من الشرك قبل مبعثه ، فهو بهذا مؤمن ؛ لكن-كما قال المفسرون- لم يكن يعلم أنه سيكون رسولا ، وبهذا يكون غير عالم- قبل البعثة- بكل مطالب الإيمان ، فصدق فيه ما أشار إليه القول الرباني الحكيم { . . ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان . . } ما كنت قبل نزول القرآن تعرف منهاجه ولا تعرف ما به تمام الإيمان ، وما دريت ذلك إلا بالوحي .
وإنما أنزلنا إليك الكتاب المجيد ضياء للبصائر والقلوب : { . . قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين }{[4281]} { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا }{[4282]} ، والضمير في { جعلناه } عائد على { روحا } .
{ نهدي به من نشاء من عبادنا } .
نشرح به صدر من نحب من عبادنا ممن أحبوا الهداية : { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى }{[4283]} ؛
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم( 52 ) } .
وإنك يا محمد بتبليغ القرآن وتلاوته وتعليمه وتبيينه والتزكية به تدعو وتهدي إلى طريق تامة الاعتدال والاستقامة ، محققة الخير والسعادة والكرامة ، لكل من سار على نهجها دون عوج : { يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه . . }{[4284]} تدعو إلى دين قويم لا اعوجاج فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.