{ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا( 27 ) } .
لقد حقق ربنا لرسوله ما أراه إياه في منامه- قبل أن يذهب إلى الحديبية أنه هو وأصحابه دخلوا مكة آمنين ، وقد حلقوا وقصروا شعر رؤوسهم ، -فقصّ النبي الرؤيا على أصحابه ففرحوا واستبشروا وحسبوا أنهم داخلوها في عامهم - ورؤيا النبي حق ، فليست من أضغاث الأحلام وأخلاطها- وقد كانت الرؤيا بشرى وعِدَة أن يدخلوا البيت العتيق حال كونهم آمنين من عدوهم ، ومحلقين أو مقصرين شعر رؤوسهم ، ولن يخيفهم أحد ؛ علم الله أن بمكة من المؤمنين والمؤمنات من لا يعرفهم المؤمنون ، ولو فتحوا مكة يومئذ لقتلوا أو آذوا إخوانهم وأخواتهم في الإيمان- وهم لا يدرون- فيلحقهم من ذلك منقصة وحسرة ، فيسّر لهم المولى- قبل أن يتمكنوا من دخول مكة-أن يتصالحوا مع قريش ، وأن تُفْتَح عليهم خيبر .
روى ابن جرير بسنده عن الزهري : ما فتح الله في الإسلام فتحا كان أعظم منه- يعني صلح الحديبية- إنما كان القتال حين تلتقي الناس ؛ فلما كانت الهدنة وضعت الحرب أوزارها ، وأمن الناس بعضهم بعضا ، فالتقوا وتفاوضوا الحديث والمناظرة ، فلم يُكلّم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ، فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام مثل ما كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر .
[ يدلك على ذلك أنهم كانوا سنة ست يوم الحديبية ألفا وأربعمائة- أو ألفا وخمسمائة في رواية- وكانوا بعد عام الحديبية سنة ثمان في عشرة آلاف ]{[5032]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.