فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ} (52)

{ في قلوبهم مرض } شك ونفاق .

{ يسارعون فيهم } في معاونتهم .

{ تصيبنا دائرة } تنزل نائبة ، وتدور أمور .

{ بالفتح } بفتح بلاد المسلمين .

{ أمر من عنده } سعة للمسلمين .

{ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } عن قتادة : أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين ؛ والخطاب في { فترى } إما للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح للخطاب ؛ والرؤية إما قلبية وإما بصرية ؛ { يسارعون فيهم } يتبادرون إلى موالاتهم ؛ والدائرة : نزول نائبة ، أو دوران أمور ؛ والمرض في القلوب : الشك والنفاق ؛ يقول الذين نافقوا مسارعين إلى مودة أهل الكفر : نخشى أن تدور الدائرة على المؤمنين ، وتكون الدولة لأعدائهم فيصيبنا منهم ما نكره : ( وقد رد الله تعالى عليهم أعمالهم الباطلة ، وقطع أطماعهم الفارغة ، وبشر المؤمنين بحصول أمنيتهم بقوله سبحانه : { فعسى الله أن يأتي بالفتح } فإن عسى منه عز وجل وعد محتوم ، لما أن الكريم إذا أطمع أطعم ، فما ظنك بأكرم الأكرمين ؟ ! ؛ والمراد بالفتح فتح مكة-كما روى عن السدي- وقيل : فتح بلاد الكفار ، واختاره الجبائي ؛ وقال قتادة ، ومقاتل : هو القضاء الفصل بنصره عليه الصلاة والسلام على من خالفه ، وإعزاز الدين . . . { أو أمر من عنده } وهو القتل وسبي الذراري لبني قريظة ، والجلاء لبني النضير . . . - وبه يتعلق . { على ما أسروا } . . { فيصبحوا } أي أولئك المنافقون ، . . والمراد فيصيروا { على ما أسروا في أنفسهم } من الكفر والشك في أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم { نادمين } خبر-يصبح- وبه يتعلق . { على ما أسروا } . .